JustPaste.it

شبهة ( ابن تيمية يصف من يخالف بأبشع الأوصاف -مخانيث-) 

 

لا شك أن البذاء مذموم شرعا ولم يكن النبي سبابا ولا فحاشا ولا لعانا كان يقول لأحدنا عند المعتبة ما له ترب جبينه " كما روى ذلك البخاري من حديث أنس .

لكن ها هنا أمور :


الأمر الأول : لم ينفرد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بهذا اللفظ بل سبقه يحيى بن عمار وأبو إسماعيل الهروي كما نقل ذلك شيخ الإسلام نفسه عنهم .

الأمر الثاني: ينبغي حمل ألفاظ المتكلم على عرفه واصطلاحه هو وليس على عرف القاريء والسامع ومراد شيخ الإسلام ابن تيمية واضح وقد بينه بنفسه .

الأمر الثالث: هذا اللفظ لا إشكال فيه إذا حمل على معناه المذكور فكل من أشكل بين أمرين يطلق عليه ذلك لغة وهذا الإطلاق يصح اطلاقه على الرافضة مثلا فنقول هم مخانيث المجوس وهم مخانيث اليهود وهم مخانيث النصارى وكذلك الحال في الأشاعرة فاللفظ هنا لا يعني المشهور في عرفنا المتأخر .

الأمر الرابع: أن الأشاعرة أنفسهم قد أطلقوا هذا اللفظ على غيرهم :
- فعبد القاهر البغدادي وهو أشعري يقول في الفرق بين الفرق ( ص 99 ) : ( ... ثم إن واصلا وعمرا وافقا الخوارج فى تأييد عقاب صاحب الكبيرة فى النار مع قولهما بأنه موحد وليس بمشرك ولا كافرولهذا قيل للمعتزلة إنهم مخانيث الخوارج لان الخوارج لما رأو لأهل الذنوب الخلود في النار سموهم كفرة وحاربوهم والمعتزلة رأت لهم الخلود فى النار ولم تجسر على تسميتهم كفرة ولا جسرت على قتال اهل فرقة منهم فضلا عن قتال جمهور مخالفيهم ... )

- وأبو المظفر طاهر بن محمد الإسفراييني الشافعي الأشعري المتوفى سنة 471هـ يقول في كتابه التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين ( ص 68 تحقيق كمال الحوت ) : ( لهذا قيل في المعتزلة أنهم مخانيث الخوارج ونسبهم إسحاق بن سويد إلى الخوارج في شعره فقال
برئت من الخوارج لست منهم ... من الغزال منهم وابن باب
ومن قوم إذا ذكروا عليا ... يردون السلام على السحاب .... )

الأمر الخامس : لم يكن شيخ الإسلام _ رحمه الله _ يسلك مسلك السب والشتم في بيان بطلان أقوال المذاهب الباطلة ولو كان يسلك ذلك لفرح الأشاعرة وأضرابهم لكن المصيبة والطامة عليهم انه كان يكسر منهجهم ويهدم قواعدهم ويبين زيفهم وضلالهم بما أوتيه من علم وفهم لكتاب الله وسنة رسوله ولمنهج السلف . بل على العكس كان رحمه الله يدعو لهم بالهداية ويحسن إليهم ويتكلم عنهم بعدل وصدق وعلم ويثني عليهم فيما اصابو فيه من ردودهم على المعتزلة وغيرهم ويبين أنهم أقرب من المعتزلة والرافضة إلى أهل السنة وقد ذكروا في كتبهم وطبقاتهم كطبقات السبكي من حسن خلقه معهم وتأدبه في مناظراتهم وقبول الحق منهم ما لا يفعله كثير منهم .

 

قال الدكتور خالد المصلح في شرح العقيدة الواسطية: بعض أئمة السلف يسمي الأشاعرة مخانيث المعتزلة؛ لأنهم لم يتمحضوا في الاعتزال، ولم يسلكوا سبيل أهل السنة والجماعة، بل لفقوا بين حق وباطل. اهـ.

وقال الدكتور سفر الحوالي في شرح الطحاوية: المعتزلة في الأصل منشقون عن الجهمية، ولهذا قيل: المعتزلة مخانيث الجهمية، والأشعرية مخانيث المعتزلة. يعنون بذلك أنهم كالخنثى الذي ليس بذكر ولا أنثى، فـالجهمية الذكور هم الذين جهميتهم خالصة، وهم أصحاب جهم، أما المعتزلة فهم جهمية إناث. والمعتزلة الذكور هم أتباع واصل بن عطاء. أما الأشعرية فإنهم معتزلة إناث. وأي فرقة تنشق عن فرقة فإنها تعاديها أكثر من أي فرقة أخرى لم تكن منها أصلاً، وهذه سنة في التاريخ الفكري والعقائدي. اهـ.

ثم إن هذه العبارة ليست بدعا في كلام شيخ الإسلام، بل قد سبقه إليها غيره من أهل العلم، حتى من الأشاعرة أنفسهم، وهو إنما يذكرها حاكيا عن غيره غالبا، ولذلك علق عليها محقق كتاب النبوات الدكتور عبد العزيز الطويان فقال: هذه العبارة يذكرها شيخ الإسلام رحمه الله كثيراً بقوله: "قيل". وقد نسبها في الفتاوى لأبي إسماعيل الأنصاري رحمه الله، أنّه قال: "الأشعريّة الإناث هم مخانيث المعتزلة". وأحياناً يذكر رحمه الله هذه العبارة بقوله: "فالمعتزلة في الصفات مخانيث الجهميّة. وأمّا الكلابيّة فيُثبتون الصفات في الجملة، وكذلك الأشعريّون، ولكنّهم كما قال الشيخ أبو إسماعيل الأنصاري: "الأشعريّة الإناث، وهم مخانيث المعتزلة". أو يذكرها بقوله: "كما قيل: المعتزلة مخانيث الفلاسفة". اهـ.


وعلق أيضا عليها الدكتور عبد الرحمن المحمود فقال: شيخ الإسلام ليس هو أول من استخدمها، بل استخدمها قبله شيخ الإسلام الأنصاري المتوفى سنة 481هـ، الذي قال: "الأشعرية الإناث هم مخانيث المعتزلة". كما أن الشهرستاني المتوفى سنة 548هـ، قال عن المعتزلة: "الخناثي من المعتزلة لا رجال ولا نساء" نهاية الإقدام (ص: 159) ، وعبارة "المعتزلة مخنثة الفلاسفة" وردت في نفخ الطيب (5/307) ، وشيخ الإسلام ابن تيمية يصدر عبارته غالباً بقوله: قيل، أو يقال، انظر مجموع الفتاوي (12/13) ، والنبوات (ص: 79) ، وأحياناً يورد العبارة فيقول: " فالمعتزلة في الصفات مخانيث الجهمية" مجموع الفتاوي (8/227-14/348) ، وقال مرة عن السهروردي -عمر بن محمد - ت 632هـ، لما ذكر نفيه للعلو: "وهؤلاء مخانيث الفلاسفة ليست دقيقة لأنه جهماً سبقهم إلى هذه الأصول، إلا أن يقال: إنهم مخانيثهم من بعض الوجوه". اهـ.