JustPaste.it

 

 

الشبهة :

يتناقل الخوارج الإباضية قصاصة من "الشروح الوافية على العقيدة الطحاوية" زاعمين بأنّ فيها تكفير للصحابة الكرام 

 

http://imgur.com/l2WFKhG

 

الردّ: 

الشبهة تدور حول حديث  MEDIA-H1.GIF لا ترجعوا بعدى كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض MEDIA-H2.GIF

من عقيدة أهل السنة والجماعة أنَّ الصحابة قد رضي الله عنهم وغفر لهم ووعدهم الحسنى

قال تعالى" لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى"

وقال تعالى"والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسانٍ رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جناتٍ تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم"

وقال تعالى"محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا..."

وكذلك فإن من عقيدة أهل السنة الكف عما شجر بين الصحابة -رضي الله عنهم-، وأنَّ مصيبهم مأجور، وخطأهم مغفور.

قال تعالى"وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما"  فلم ينزع عنهم سبحانه وتعالى مسمى الإيمان مع ثبوت الاقتتال

بينهم،  وإذا كان هذا صحيحاً فيما وقع بين المسلمين من غير الصحابة، فدخول الصحابة في ذلك باب أولى، كيف وقد مدحهم الله

وأثنى عليهم في غير ما موضع من كتابه. وفيما وقع بين الصحابة تحديداً يرد علينا حديث الصادق المصدوق  ((لا تقوم الساعة

حتى تقتتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة)) رواه البخاري، قال العلماء: تأويله ما وقع بين علي ومعاوية -رضي الله عنهما-.

وقوله  في شأن الحسن  ((إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)) رواه البخاري. 

وأمَّا الأحاديث الواردة في عقوبة من فعل محرمًا، فأهل السنة يقولون: إن الله إذا وعد فإنه لا يخلف الميعاد، وإذا أوعد فهو بالخيار

إن شاء عفا وإن شاء عاقب.

ومصداق ذلك حديث عبادة بن الصامت  في بيعة النبي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ، وحوله عصابة من أصحابه :

بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا ، ولا تزنوا ، ولا تقتلوا أولادكم ، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم

، ولا تعصوا في معروف ، فمن وفى منكم فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ، ومن

أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله ، إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه . فبايعناه على ذلك.

فقد يكون للإنسان من اعمال الخير والحسنات ما يغلب على معصيته، فيغفر الله له بذلك.

 

وعلى هذا يفهم الحديث السابق: 

  { لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض } 

ذكر العلماء في معنى هذه الجملة أقوال منها:

الأول:لا تفعلوا كفعل الكفار فتقاتلون بعضكم بعضاً، فخرج هذا منه  مخرج التحذير من هذا الفعل، وتشبيهه بأفعال الكفار.

الثاني: المراد كفر النعمة وحق الإسلام

قال ابن القيم  : " الكفر ذو أصل وشعب ، فكما أن شعب الإيمان إيمان ، فشعب الكفر كفر ، والحياء شعبة من الإيمان ، وقلة الحياء شعبة من شعب الكفر ، والصدق شعبة من شعب الإيمان ، والكذب

شعبة من شعب الكفر ، والصلاة والزكاة والحج والصيام من شعب الإيمان ، وتركها من شعب الكفر ، والمعاصي كلها من شعب الكفر ، كما أن الطاعات كلها من شعب الإيمان "  .

فللكفر فروع دون أصله : " لا تنقل صاحبه عن ملة الإسلام ، كما أن للإيمان من جهة العمل فرعًا للأصل ، لا ينقل تركه عن ملة الإسلام " .

وعلى هذا فإنه يجتمع في الإنسان كفر عملي لا ينقل عن الملة وإيمان ؛ وهذا من أصول أهل السنة ، وخالفهم المبتدعة على اختلاف أصنافها في هذا  .

وعلى هذا الأصل فبعض الناس يكون معه شعبة من شعب الكفر ، ومعه إيمان ؛ فلا يلزم من قيام شعبة من شعب الكفر بإنسان ما أن يكون كافرًا الكفر المطلق ، حتى تقوم به حقيقة الكفر  .

وقد ورد عن سلف الأمة تقسيم الكفر إلى ما يخرج عن الملة ، وإلى ما لا يخرج عن الملة ، ومن هؤلاء : ابن عباس  رضي الله عنهما ، وطاوس  ، وعطاء  ، وغيرهم .

وأجمع أهل السنة على أن صاحبها لا يكفر الكفر الناقل من الملة.

فالحديث السابق يؤخذ بمفهوم أهل السنة لـ "الكفر الأصغر" وليس بمفهوم الإباضية له

فالإباضية يعتقدون بأن الكافر كفر أصغر مصيره الخلود في النار حاله كحال الكافر كفر ملّة وهذا مالايعتقد به أهل السنة بل

يقولون بأنّ الكفر الأصغر يُراد به إرتكاب الكبائر ومنها القتل

والمسألة هنا مشابهة تماماً لـ أقسام النفاق فهناك نفاق أكبر "نفاق قلبي" ونفاق أصغر"نفاق عملي"

قال صلى الله عليه وسلم : MEDIA-H1.GIF أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا ، ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر MEDIA-H2.GIF متفق عليه.

فالذي يقع في خصلة من النفاق كالكذب لايجوز أن يُقال بأنّه وقع في النفاق الأكبر "يبطن الكفر" وإنما يقع عليه النفاق العملي وهو خصلة من خصال المنافقين وهذا ماتطرّق له الشارح للحديث بأنّ الإقتتال الذي حصل بين الصحابة هو كفر دون كفر.

قال شيخ الإسلام ـ الصارم المسلول-:

المؤمن الذي يحب الله ورسوله ليس على الإطلاق بمحاد لله ورسوله، كما أنه ليس على الإطلاق بكافر ولا منافق، وإن كانت له ذنوب كثيرة، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنعيمان وقد جلد في الخمر غير مرة: إنه يحب الله ورسوله، لأن مطلق المحادة يقتضي مطلق المقاطعة والمصارمة والمعاداة والمؤمن ليس كذلك، لكن قد يقع اسم النفاق على من أتى بشعبة من شعبه ولهذا قالوا: كفر دون كفر ـ وظلم دون ظلم ـ وفسق دون فسق.